برعايه:

اللواء سمير فرج: 9 أكتوبر من أسوء الأيام لإسرائيل

  • +
  • -
244340441_233297182164659_7233250051868291438_n (1)
اللواء سمير فرج
ألقى اللواء الدكتور سمير فرج، أحد أبطال حرب أكتوبر كلمته في الندوة التثقيفية الـ 34 للقوات المسلحة المصرية، بمناسبة الاحتفال بذكرى 6 أكتوبر اليوم الأاربعاء.اضافة اعلان

قامت القوات الإسرائيلية بتوجيه ضربة جوية بـ 200 طائرة ضد المطارات والقواعد العسكرية المصرية والدفاع الجوي، بعدها دفعت القوات البرية الإسرائيلية إلى سيناء.

وجاء يوم 9 يونيو 1967 يوم حزين في تاريخ مصر، حيث كان العالم الإسرائيلي على الضفة الشرقية للقناة، وكانت القوات الإسرائيلية تستكمل في تدمير قواتنا المصرية في سيناء، وفي تمام الساعة 5 مساءًأصدر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر قرار بالتنحي عن الحكم، ولكن الشعب المصري رفض الهزيمة ورفض أيضاً قرار تنحي الرئيس جمال عبدالناصر.

ولم يمضي سوى شهر واحد على هذه الهزيمة ففي 1 يوليو 1967 تقدمت القوات الإسرائيلية لاحتلال مدينة بورفؤاد وعند منطقة رأس العش، تصدت كتيبة صاعقة 30 جندي بأسلحة كثيفة وأرض جياد، استغرقت المعركة 7 ساعات، أنتصر فيها العدو الإسرائيلي الكثير وإرتد المصريين ولم يحقق هدفه، فكان هذا أول أمل بصيص لنا على الجبهة.

وفي نفس العام 21 أكتوبر 1967 اخترقت المدمرة الإسرائيلية " إيلات" فهي أكبر قطعة بحرية في إسرائيل للمياه الإقليمية المصرية أمام بورسعيد، فقد تصدى 2 لانش صواريخ من قاعدة بورسعيد البحرية، وأغرق المدمرة وعيها 100 فرد، كما طلبت الكلية البحرية لترقد الآن حطام المدمرة في قاع البحر المتوسط أمام بورسعيد، وهذا له العديد من المعارك التي مهدت لحرب أكتوبر 1973.

وبعد هزيمة يونيو 1967 قامت القوات المسلحة بأول شيء وهو إعداد تنظيم قواتها، الجيش الأول ثم الثاني ثم الثالث وهكذا، وكان أول مرة ننشيء قوات الدفاع الجوي، ففي هذا التوقيت كان من الممكن أن القوات الإسرائيلية تعبر قناة السويس وتدخل القاهرة، ولذلك قامت القوات المسلحة بإعداد خطة دفاعية كاملة لقواتنا غرب القناة بعد استكمال هذه الدفاعات بدأنا نفكر في كيفية تحرير سيناء، وبدأنا في تخطيط خطة لتحرير سيناء، بل كان هناك بعض العوائق والمشكلات التي واجهتنا أولها كانت وجود ساتر أورتبابي الموجود على الضفة الشرقية للقناة بارتفاع 20 متر كان ناتج من أعمال الحفر، وكان من المقرر عمل فتحات شاطئيه في هذا الساتر لأن بعد عمل الكباري تعبر منه الدبابات.

وقام المقدم باقي زكي بفكرة وهى خراطيم المياه الذي نستنبطها من بناء السد العلى في أسوان، بل نجحت الخطة وفي خلال 4 ساعات قمنا بتنفيذ فتح جميع الفتحات الشاطئية.

ثم جاءت المشكلة الأكبر وهى اقتحام خط بارليف وهو أقوى الدفاعات الموجودة طبقاً للكتب العسكرية والخطوط الذي عملها الألمان والفرنسيون وغيرهم في الحرب العالمية الثانية.

أنشيء هذا الخط 31 نقطة حصينة من شرق بورسعيد إلى السويس، خط مكون من سواتر ترابية ودبابات وقوات مدفعية وأنابيب "نابالم" ونطاق من الأسلاك بدأت تظهر، وبذلك كانت الخطة أننا نعبر قناة السويس في 12 موجة بالقوارب المطاطية، وكل جندي يعلم موقعه ومهامه الذي عليه أن يؤديها، كما قمنا بعمل سترة لكل جندي لكي يهاجم بها ويضع سلاحه وذخيرته والمياه، بالإضافة إلى قمنا بعمل سلالم حبال لكي نتلق بها هذا الساتر الترابي.

وفي يوم 6 أكتوبر الساعة 12 قامت قواتنا بالضرب بـ 220 طائرة، وقامت المدفعية بتدمير نيراني ثم بدات موجات العبور بـ 12 موجة في خلال 6 ساعات عبرنا قناة السويس واخترقنا خط بارليف.

وفي يوم 7 أكتوبر كان هناك على الضفة الشرقية للقناة 200 ألف جندي.

ويوم 9 أكتوبر يعد من أسوء الأيام لإسرائيل يعطل رئيس مائير رئيس الوزراء الإسرائيلي، وموشى ديان رئيس الدفاع الإسرائيلي، في المؤتمر الصحفي الشهير ليعلنا عن هزيمة إسرائيل وقال مائير: " لم نستطيع نوصف المصريين بعد الآن".

قامت أمريكا بعد ذلك بعمل أكبر جسر جوي عسكري نقلت فيه أحدث الأسلحة الموجودة في هذا التوقيت إلى العريش.

وبما إننا نتذكر دائما أحداث حرب أكتوبر ونريد معرفة الجانب الآخر ماذا يقول عنا.

قال الجنرال شارل ديغول في حديثه مع الـ  "بي بي سي" ما هي مفاجأة حرب أكتوبر، هل أن المصريين هجموا في عيد الغفران وهو عيد ديني ممنوع الحركة فيه، أم هجموا الساعة 2 ظهراً، أم هجموا بالتعاون مع سوريا في نفس اليوم وفي نفس الساعة، أم هجموا بعد إغلاق باب المندب أمام الملاحة الإسرائيلية؛ لكن لا ليس هو السبب الرئيسي، لكن المفاجأة بالنسبة لإسرائيل وفقاً لقول الجنرال " أن الجندي لمصري الذي قابلته في 1973 لم يكن الجندي الذي قابلته في 1956 و1967".

وقال في كتابه الأخير للجيش الدفاع الإسرائيلي " إذا دلخا في حرب مقبلة مع المصريين فأحذروا لأنكوا ستقابلون جندي مصري جديد لن تقابلوه من قبل".